Friday 16 September 2016

علم نفس

لغة الجسد... هل تكفي أحيانًا لكشف الكذب؟!



من المرجح أنك سمعت يومًا عن آلة كشف الكذب، وهي تستخدم غالبًا من قـبَل رجال الشرطة والمخابرات لمعرفة ما إذا كان المتّهم صادقًا فيما يقول أم لا، وهي عبارة عن مجموعة من الأجهزة الطبية تُستخدم لتحديد التغيرات الّتي تحدث في الجسم أثناء استجواب ما أو حتى في مقابلة عمل، ويتعين على المختص أن يراقب التغيرات الحيوية التي تحدث في الجسد كمعدل التنفس، ضغط الدم، معدل ضربات القلب وغيرها، ولكن في الحياة العادية لن تذهب للعمل يوميًا حاملًا معك جهاز كشف الكذب لمعرفة من يكذب عليك ومن لا يفعل ذلك، فهذا غير منطقي! ولكن يأتي مفهوم لغة الجسد ليقوم بتلك المهمة، ويجب أن تكون مختصًأ أو محترفًا في ذلك المجال، ويأتي السؤال هنا، هل تكفي لغة الجسد دائمًا في كشف الكذب؟! أم يوجد ثغرات يجب الانتباه إليها؟


أجرى علماء النفس والسلوك العديد من الأبحاث والتجارب للإجابة عن هذا السؤال، وكانت النتيجة أن تحليل لغة الجسد والسلوك لا يُعتمد عليه بنسبة كبيرة في كشف الكذب، فهناك بعض السلوكيات التي تستدعي الشك، كتجنب النظر في العين مباشرة أو استخدام اليدين كثيرًا في شرح موقف ما أو التعرّق أثناء الاستجواب، ولكن لا يجب الاعتماد على مثل هذه السلوكيات وذلك لأنها تتوافق والكثير من العوامل الأخرى فقد يكون الشخص مريضًا باضطراب ما أو مصاب بالفعل بمرض قلبي يتسبب في رفع معدل النبض.





يتجه الباحثون حاليًا لطرق أخرى بديلة يُعتمد عليها في معظم الأحيان، ومن ضمن تلك الطرق تقنية تسمى (الضغط الإدراكي-cognitive load) وتعتمد تلك الطريقة على طريقة الشخص في سرد موقف ما، فالشخص الكاذب يبذل مجهودًا أكثر في الشرح من الشخص الصادق ويستخدم الكثير من الطرق حتى لا يناقض نفسه ويكشف لمحاوره أنه لا يقول الصدق، وفي هذه المواقف يستخدم المختص التقنية السابقة ويقوم بالضغط على الشخص إلى الحد الذي يتوتر عنده ويفقد أعصابه، وفي تلك اللحظة يعجز الشخص عن تحمل التوتر ويقوم بارتكاب الكثير من الأخطاء في الكلام، على عكس الشخص الصادق فهو لا ينهار تحت الضغط.






مثال لذلك قام الباحثون بتجربة حيث طلبوا من المشاركين أن يقُصّوا حدثًا ما إلى الوراء أو ما يسمى بال (flashback)، وقد أدّى ذلك لرفع نسبة الكشف عن الكذب بنسبة 20%، وفي تجربة أخرى يسأل الباحث أسئلة غير متوقعة للكشف عن الدقة في الإجابة.



يجب أن ندرك أن تلك الدراسات مازالت حديثة وقيد التطوير، وبالرغم من التقدّم الملحوظ الذي أحرزته تلك الأبحاث، ما زال العلماء يقومون بالمزيد من التجارب لاكتشاف طرق جديدة لكشف الكذب.



المصادر:
http://people.howstuffworks.com/lie-detector.htm
http://link.springer.com/article/10.1007/s10979-008-9143-y
http://link.springer.com/article/10.1007/s10979-007-9103-y
https://www.youtube.com/watch?v=0ca3OhH_DAU